القائمة إغلاق

القضاء الإداري يلغي الاحتفال بمولد أبو حصيرة نهائيا

حكمت محكمة القضاء الإداري في الاسكندرية برئاسة المستشار محمد عبدالوهاب خفاجي،حكمًا بإلغاء الاحتفال بمولد “أبوحصيرة” نهائيًا في محافظة البحيرة ،وايضا رفضت المحكمة طلب اسرائيل بنقل رفات أبوحصيرة إلى القدس او اسرائيل ، حيث اصدر  رئيس محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية حكما بالغاء قرار وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، في عهد الرئيس حسني مبارك باعتبار قبر “أبوحصيرة” من الآثار المصرية…

مقبرة ابو حصيرة مسمار حجا اسرائيل في مصر
مقبرة ابو حصيرة مسمار حجا اسرائيل في مصر

الغاء احتفالات ومولد أبو حصيرة

و يوجد قبر أبو حصيرة او يعقوب بن مسعود والذي كان حاخام يهودى من أصل مغربى وتوفي في دمنهور بمحافظة البحيرة في مصر ، وقام اليهود في ذلك الوقت بتحويل مقبرته لمزار وعمل مولد له للتبرك ، الا ان مع مغادرة اليهود لمصر في الستينيات اصبح مولد أبو حصيرة مثل مسمار حجا يأتي اليهود له لمجرد الزيادة واستمرار التدخل في شئون مصر ، وقد رفضت السلطات المصرية عده مرات نقل رفقات أبوحصيرة من دمنهور ، ومن جانبه أكد الدكتور محمد مهران، مدير إدارة الآثار اليهودية في مصر ، وهي الادارة التابعة لقطاع الآثار الإسلامية، أن إجراءات تسجيل الضريح كأثر متوقفة منذ وقت طويل فعليا ،حيث ان السبب هو وجود وجود قضايا متداولة في المحاكم فلم يتم تسجيله كأثر معترف به.

وأشار الدكتور محمد مهران مديري ادارة الاثار اليهودية المصرية، ان مصر تحترم مقدسات الديانات الاخري ولم تحاول هدم ضريح ابو حصيرة في دمنهور ، لكن في نفس الوقت لا تعتبره أثر معترف به ، فهو ضريح وله احترامه وقدسيته، مؤكدًا أن إدارته تمول بالكامل من وزارة الآثار ولا تتلقى أموال من أي جهات خارجية كما أشيع لتطوير المعابد، والأضرحة اليهودية في مصر.

 

وسائل الاعلام الاسرائيلية تبدأ الهجوم علي مصر بعد الغاء مولد ابو حصيرة

وبدأت عدة وسائل اعلام اسرائيلية في الهجوم الشرس علي مصر سواء من الصحف والمواقع الالكترونية حيث صرح موقع “كيكار هاشبت” الدينى الإسرائيلى، المتخصص فى الشئون الدينية اليهودية، مهاجما قرار منع والغاء مولد ابو حصيره قائلا ان الالغاء ليس المرة الأولى والتى تعارض فيها مصر إقامة الاحتفال السنوى بمولد الحاخام أبو حصيرة بمشاركة إسرائيليين من “الحريديم”، مضيفا أن القاهرة رفضت مؤخرا طلبا إسرائيليا بسفر وفد من الطائفة الحريدية لمصر للمشاركة فى إحياء ذكرى ولادة الحاخام اليهود، وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن المحكمة المصرية رفضت أيضا طلب إسرائيل بنقل رفات الحاخام من مدينة “دمنهور” إلى إسرائيل.

وتطلب عدة جهات اسرائيلية تدويل قضية ابو حصيرة وتحويلها إلى الأمم المتحدة، حيث اوقفت مصر كل الاحتفالات والزيارات لضريح ابو حصيرة في دمنهور بمحافظة البحيرة وعدم السماح لإقامة أى احتفالات هذا العام والأعوام المقبلة بحضور إسرائيليين، لافتا إلى أن هذا الأمر تكرر العام الماضى لكن بحجة أن الوضع الأمنى حساس في ظل عمليات ارهابية وتفجيرات سيناء، وقال الموقع الاسرائيلي كيكار هاشبت أن المحكمة المصرية ألغت قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الخاص بأثرية موقع دفن الحاخام مع إلزام وزير الآثار الحالى بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية، وإبلاغ منظمة اليونسكو بذلك القرار، لكن من المتوقع تدخل الحكومة الاسرائلية لرفض ذلك.

 

من هو أبو حصيرة ولماذا سمي أبو حصيرة بهذا الاسم ؟

سكان قرية دميتوه في دمنهور يعرفون جيدا مقبرة او ضريح أبو حصيرة، وهو حاخام يهودي من اصل مغربي، حيث ولد في المغرب واسمه الحقيقى يعقوب بن مسعود وعاش فى القرن التاسع عشر، وكان ينتمى إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز، ثم هاجر يعقوب بن مسعود مع بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى وبقى بعضهم فى المغرب على مر العصور، واشتهر سيرته بين اليهود علي أنه شخصية مباركة لدى اليهود، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة فى فلسطين إلا أن سفينته غرقت فى البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر وتحديدا إلى دميتوه فى دمنهور ليدفن فى القرية فى عام 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك، ومن هنا جاء اسم شهرته بأبو حصيرة حيث ان حصيرة انقذت حياته من الغرق.

 

احتفالات مولد أبو حصيرة

وفي مكان دفنه في قريه دميتوه فى دمنهور اشتهر بين اليهود ان أبوحصيرة له بركات ومن ثم تم تحويل مقبرته الي ضريح واقامه مولد سنوي له، فى القرية التى يوجد بها قبر أبو حصيرة احتفال أو مولد أبو حصيرة حيث يزوره الآلاف من اليهود خصوصا من المغرب وفرنسا وإسرائيل، كما أن الثابت تاريخيا أن هذا الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل عام 1945، وتم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح،  والمصلون اليهود الذين يعود معظمهم من أصل مغربى يتوافدون إلى قبره لإجراء مراسم الاحتفال، مضيفة أن مصر منذ ذلك الحين لم تحدد أعداد اليهود القادمين إليها، ولكن فى عام 2001 قضت محكمة فى الإسكندرية حظر إقامة الاحتفال بعد شكاوى عديدة من المعارضة المصرية. وقالت الصحفة الإسرائيلية فى حينها إن القبر عبارة عن بقايا من تاريخ الجالية اليهودية المزدهرة فى القرن الـ 19، مضيفة أن اليهود عاشوا فى مصر قبل زمن النبى موسى وقبل تأسيس إسرائيل عام 1948 وكان عددهم وقتها يقدر بحوالى 80 ألف شخص، لكن بعد الحروب والصراع العربى الإسرائيلى والاستياء العربى والمصرى من اليهود وعمليات طردهم من بلادهم أدت إلى خفضت عدد اليهود فى مصر إلى حوالى 60 شخصاً يعيش معظمهم فى الإسكندرية والقاهرة وفقاً لإحصائيات السفارة الإسرائيلية بالقاهرة. وفى يناير عام 2011، شارك وزير الداخلية الإسرائيلى، إيلى يشاى، مئات الحاخامات اليهود ووزراء حزب “شاس” الدينى المتشدد فى إسرائيل الخاص باليهود ذوى الأصول الشرقية بالدولة العبرية بجانب العديد من الشخصيات العامة الإسرائيلية مايطلق عليه بـ “عربدة الصالحين” وهو يوم ذكرى مولد الحاخام اليهودى، “يعقوب أبو حصيرة”.

أبو حصيرة ومسمار حجا 

وتتكرر أزمة أبو حصيرة في نفس الموعد من كل عام  ومع اقتراب مولد يعقوب أبو حصيرة الحاخام اليهودى المغربى، حيث يحاول اليهود تحويله الي مزار منذ سنوات عديدة و جعله مثل مسمار حجا يتم زيارته والتدخل في شئون مصر الداخلية عن طريقة، وقد حدثت العديد من المشكلات و الازمان خاصة بين سكان قرية دميتوه والقري حولها في دمنهور بمحافظة البحيرة، وبينما يعتقد اليهود أنه شخصية دينية مباركة، ويأتون إليه لإحياء ذكرى ميلاد يقيمون شعائرهم وطقوسهم الدينية، فان المصريين مسلمين ومسيحين من سكان قريه دميتوه في دمنهور قد حدث لهم الاذي بسبب هذا المولد والضريح مما دفع العديدين برفع قضايا في محكمة القضاء الاداري والتي كان اخرها في محمكة القضاء الاداري في الاسكندرية والحكم بالغاء مولد ابو حصيرة ورفعه من قائمة الاثار المصرية، وبين مؤيد لإقامة المولد على أرض مصر ودخول اليهود من كل أنحاء العالم ومعارض له كانت تشتعل الفتنة، فهناك من يرى أن إقامة المولد فرصة جيدة للترويج السياحى وتشغيل أهل القرية الفقراء، ومحاربة البطالة هناك، وهناك من يرى أن دخول اليهود مصر للاحتفال بمولد أبو حصيرة يمس الأمن القومى ويستفز مشاعر المصريين، وهو ما حول إقامة المولد إلى معركة قضائية حول إقامة المولد أو إلغائه ، فهو شر يجب الاحتراز منه وعدم السماء لاسرائيل بالتدخل في الشأن المصري والحرص علي عدم استغلالهم لاي قطعة ارض مصرية.

مواضيع مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *